لم يجد الإرهابي فرحات مهني زعيم عصابة تنظيم الماك الإرهابي من مناسبة للخروج من جحره والظهور إعلاميا سوى المؤامرة المخزنية الصهيونية الإماراتية الخائبة، التي يهدف محركو خيوطها العنكبوتية الواهنة إلى عزل الجزائر عن منطقة الساحل عبر افتعال أزمة بينها وبين جارتها دولة مالي الصديقة.
الإرهابي مهني زعم في خرجته على إحدى منصات تنظيمه الإجرامي في مواقع التواصل الاجتماعي، أنّه ينتصر لقبائل الأزاود في مالي وذلك من منطلق أصولها الأمازيغية، حيث دعا أنصاره للتظاهر من أجل “الدفاع عنها”.
توقيت الدعوة التحريضية المتزامن مع تكثيف ثلاثي الشر الكيان الصهيوني ونظام المخزن وحكام الإمارات لمؤامراتهم ضدّ الجزائر، عبر دخولهم في خط العلاقات الجزائرية المالية ومن ثم محاولاتهم اليائسة إلى تقويضها، يؤكّد أنّ مهني وتنظيمه الإرهابي ليسا سوى بيدقاً في صفّ هذا الثلاثي المعادي للدولة الجزائرية.
لقد تبيّن الدور المشبوه المنوط بهذا الخادم الذي خان وطنه وغدر حتى بمنطقة القبائل التي يزعم كاذبا دفاعه عنها وحرصه على مصلحتها وهويتها، التي اتخذها من خلال هذا الدور كورقة لإقحامها في حرب الهويات التي يريد ثلاثي الشر إضرامها في منطقة الساحل متعددة العرقيات والثقافات.
ويبدو أنّ هذا النكرة الذي لا يمثل نفسه لا يدرك أنّ منطقة القبائل تبرأت منه وأن لعبه على وتر الهوية الأمازيغية ورقة خاسرة، فاللغة والثقافة الأمازيغيتين مدرجتان في دستور الدولة الجزائرية، والجزائر احتفلت برأس السنة الأمازيغية قبل يومين فقط، وهو اليوم الذي يعد عطلة رسمية في الجزائر.
إنّ قبائل الأزواد التي يزعم الإرهابي مهني دفاعه عنها تربطها بقبائل الطوارق في الجزائر صلات وثيقة، حرصت الدولة الجزائرية منذ عقود على توثيقها والحفاظ عليها عبر جهازها الدبلوماسي ومن خلال الزيارات المتبادلة بين المسؤولين في الجانبين طوال السنة، وما ينبثق عن هذه الزيارات من اتفاقيات تبادل وتعاون وشراكة في شتى المجالات.
لقد سعت الدولة الجزائرية انطلاقا من هذا الحرص، عبر اتفاق الجزائر للسلم والمصالحة في مالي الذي تم إبرامه في 2015، إلى حماية الروابط الأخوية التي تجمع بين سكان شمال مالي وأقصى جنوب الجزائر.
لقد زاد الخناق على الكيان الإرهابي الذي يترأسه فرحات مهني، كيان لا يوجد إلا في الرؤوس المتعفنة والنفوس المريضة لخونة ارتضوا لأنفسهم المهانة والمذلة، فباعوا الجزائر الوطن من أجل حفنة من النقود وبريق حياة زائفة في أوروبا سرعان ما ستفضحها شمس الحقيقة التي ستسطع عاجلا أم آجلا لينقشع ضباب الزيف الذي يعمي أبصار هؤلاء الخونة، وحينها لن يجدوا إلا جزائر واحدة وموحدة.